10
حزيران
2016
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) نحو دعم متكامل لخطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الأطفال في لبنان
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، نظّمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ، حلقة نقاش حول "عمل الأطفال في الزراعة في لبنان: نحو دعم متكامل لخطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الأطفال"، في فندق كراون بلازا ، في بيروت بتاريخ 9 حزيران 2016. وتناولت حلقة النقاش موضوعات ونقاشات بشأن عمل الأطفال في الزراعة وشارك فيها: السيدة نزهة شاتيلا، عن وزارة العمل، والسيدة عبير أبو الخدود، عن وزارة الزراعة، والسيدة ريتا كرم، عن وزارة الشؤون الإجتماعية، والسيدة صونيا خوري، عن وزارة التربية، والنقيب بلال رمال، عن المديرية العامة للأمن العام، والسيد كارلوس بوهوركيز عن منظمة اليونيسف، والسيدة حياة عسيران، عن منظمة العمل الدولية، والسيدة فاتن عضاضة، عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
في كلمتها الإفتتاحية، سلّطت السيدة صولانج متى سعادة، ممثلةً سفير منظمة الفاو في لبنان، الضوء على شعار هذا العام، قائلة، "يركّز اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لهذا العام على عمل الأطفال وسلاسل الانتاج. وبحسب الاحصاءات لا يزال 168 مليون طفل يعملون في جميع سلاسل الانتاج، من الزراعة الى الصناعة والخدمات وورش البناء، ومعرضون لشتى أنواع المخاطر"، وأضافت، "تسعى منظمة الفاو مع منظمة العمل الدولية الى التواصل مع الخبراء في مجال الزراعة لزيادة الوعي بشأن المسائل المتعلقة بعمل الاطفال."
"الحماية الإجتماعية وسياسات العمل اللائق للشباب والبالغين في المناطق الريفية، هي المكونات الرئيسية اللازمة للحد من عمل الأطفال في مجال الزراعة في لبنان،" بحسب السيدة فاتن عضاضة، منسقة نشاطات الحماية الاجتماعية في منظمة الفاو، "وفي اطار مبادرة دعم المناطق الريفية وتحسين سبل العيش لمواجهة الازمات وخصوصاً أزمة النازحين السوريين، نكثف جهودنا في المنظمة من اجل تأمين الحماية الاجتماعية عبر تنفيذ السياسات والبرامج الرامية للحد من الفقر وتعزيز أسواق العمل وغيرها من الوسائل المتاحة."
دورها، حذرت مستشارة مكافحة عمل الأطفال في منظمة العمل الدولية، السيدة حياة عسيران قائلة، "علينا أن ندرك جيداً بأن الحروب المتتالية والنزوح المستمر يؤثر سلباً على تطبيق معاهدة أسوأ أشكال عمل الأطفال (رقم 182)، كما يلحظ وجود أنواع خطرة من عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين ونحن بحاجة الى اتخاذ اجراءات عاجلة بهذا الخصوص".
أما السيد كارلوس بوهوركيز، الأخصائي في حماية الاطفال في منظمة اليونيسف في لبنان، أشار الى أنه يجب العمل على تغيير بعض الممارسات في لبنان، اذ برأيه تعتمد الكثير من العائلات على اطفالها من أجل اعالتها مادياً، وعلى مختلف الجهات المعنية في البلد ان تكثف جهودها وتعمل سوياً لتغيير هذه الممارسات والسلوكيات التي تشجع عمل الأطفال، وتعزز أهمية ارسال الأطفال الى المدارس وهي المكان الأنسب لهم.
واستطردت السيدة صونيا الخوري، رئيسة وحدة ادارة البرامج في وزارة التربية والتعليم، قائلة، "ان الفقر هو المسبب الرئيسي لعمل الأطفال، ومعظم الاطفال اللاجئين في لبنان العاملين في مجال الزراعة هم من الفئة العمرية المصنّفة "أطفال المدارس". وأعلنت السيدة خوري أن وزارة التربية تواجه مشكلة كبيرة في الحفاظ على الطلاب اللاجئين في المدارس الرسمية بسبب كثرة المواسم الزراعية، مما يؤدي في نهاية المطاف الى تسربهم من المدارس وعدم متابعتهم للعام الدراسي.
في العرض الذي قدمته السيدة نزهة شليطا، مديرة وحدة عمل الأطفال في وزارة العمل، ركزت على دور الحكومة اللبنانية في القضاء على عمل الأطفال والإطار القانوني لها، مشددة على أن هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي العام بشان عمل الأطفال واتخاذ تدابير فورية عديدة من أجل الحفاظ على حقوق جميع جميع الأطفال في لبنان. الأمر الذي أكدته السيدة ريتا كرم، في وزارة الشؤون الاجتماعية والتي استعرضت الاستراتيجيات التي ينفذها المجلس الأعلى للطفولة لحماية الأطفال من كل انواع الإساءة.
بدوره، أكد النقيب بلال رمال أن المديرية العاملة للأمن العام حريصة على تنفيذ مهامها وفقاً للمرسوم 8987 المتعلق بحظر استخدام الاحداث قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة في الاعمال التي تشكل خطرا على صحتهم أو سلامتهم.
إن الحكومة اللبنانية ممثلة في وزارة العمل وأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الأطفال حريصة على التوصية بسياسات وبتدابير فعالة من أجل حماية الأطفال من أسوأ أشكال عمل الأطفال والنظر في المشاريع الزراعية وغيرها التي تؤدي حد ادنى من التسرب المدرسي. وفي إطار دمج الحماية الاجتماعية في القطاع الزراعي، بدأت منظمة الفاو في لبنان بدعم من المبادرة الاقليمية لدعم سبل العيش وتوفير الأمن الغذائي والتغذية والمبادرة الاقليمية لدعم أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة، تدخلاتها في عمل الأطفال في مجال الزراعة منذ عام 2015 وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية واليونيسيف.
أطلقت منظمة العمل الدولية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002 لتركيز الاهتمام على مدى إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة. ففي 12 حزيران/يونيه من كل عام، وهو اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، تجتمع الحكومات وأرباب العمل ومنظمات العمال والمجتمع المدني، فضلا عن الملايين من الناس من مختلف أنحاء العالم، لتسليط الضوء على محنة الأطفال في أماكن العمل وما يمكن القيام به لمساعدتهم.
معلومات عامة
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) هي منظمة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم منذ العام 1945. وتقوم الفاو بخدمة الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء. تعمل منظمة الأغذية والزراعة كمنتدى محايد حيث تجتمع جميع الدول على أساس متساو لمناقشة ومفاوضة الاتفاقيات والسياسات. وتعتبر الفاو أيضا مصدراً للمعرفة والمعلومات الدقيقة. كما تقوم بمساعدة البلدان النامية والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية على تطوير وتحسين الممارسات المتبعة في قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، كافلة بذلك التغذية الجيدة والأمن الغذائي للجميع. ويعد لبنان من بين أولى الدول التي أنشئ فيها مكتب قطري لمنظمة الفاو. ففي عام 1977 تم انشاء مكتب للمنظمة في لبنان من أجل تعزيز برامج المنظمة على الأرض. بالاضافة الى تعزيز التنمية المتناسقة والمستدامة للقطاع الزراعي جنباً إلى جنب مع السياسة الزراعية الوطنية وبالتشاور مع الوزارات اللبنانية ذات الصلة.