04
تشرين الأول
2016
شهيب من بكركي: الحوار هو المكان الأنسب للتوافق وحماية لبنان
زار وزير الزراعة أكرم شهيب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي حيث جرى البحث في أزمة التفاح وسائر الأوضاع العامة. وبعد لقائه مع صاحب الغبطة، والخلوة التي جمعته مع كل من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع و وزير الخارجية جبران باسيل بحضور البطريرك الراعي، تحدث الوزير شهيب إلى الإعلاميين فقال "خلال اللقاء اليوم مع صاحب الغبطة تطرقنا إلى ثلاثة أمور رئيسية، أولا في التفاح وهو موضوع بحاجة لدعم كل القوى كل اللبنانيين من أجل تصريف إنتاج هو الأهم في لبنان".
واضاف" لقد وضعت صاحب الغبطة في كل الأجواء التي رافقت هذا الملف الشائك والذي بنفس الوقت نسعى إلى ايجاد حلول له، هو شائك أولاً نتيجة الظروف المناخية، وثانيا نتيجة اقفال الحدود ، وثالثاً نتيجة الأوضاع في دول نعتمد عليها في التصدير كجمهورية مصر العربية بأوضاعها الإقتصادية وسعر صرف الجنيه المصري تجاه الدولار.
مشيرا "بأن هذه المشاكل الشائكة ترافقت مع انتاج جيد هذا العام 165 ألف طن إلى جانب الكلفة العالية نتيجة الأوضاع التي نمر بها في لبنان، وبالتالي أول الحلول التي نسعى إليها هو التصدير إلى مصر بتوجيهات من دولة الرئيس تمام سلام حيث حصل لقاء مع الرئيس السيسي في نيويورك تم في خلاله التوافق على دعم استيراد التفاح من لبنان، كذلك كان للدكتور سمير جعجع دور أساسي في هذا الموضوع من خلال تواصله مع وزير خارجية مصر، كما أن معظم القيادات السياسية كانت داعمة لموضوع التصدير إلى مصر التي تقدمنا معها في المفاوضات لتصدير 50 ألف طن من التفاح اللبناني، وعادة هم يأخذون ما بين 30 إلى 38 ألف طن سنويا، والـ 50 ألف طن سوف يتم تصديرها مباشرة بدعم من الدولة اللبنانية أي أن الدولة اللبنانية سوف تتولى دفع تكاليف النقل والدولة المصرية تتكفل بمصاريف أرضية التخزين بالإضافة إلى شراء المحصول على سعر محدد، ونحن قد أرسلنا المواصفات ونماذج عن تفاحنا على أمل أن يصدر القرار من مصر خلال 48 ساعة، وهذا القرار بات متابعا على أعلى المستويات في مصر، بحيث اذا تمت الموافقة نكون قد انتهينا من تصريف قسم كبير من انتاجنا، أما استهلاكنا المحلي فهو تقريبا 60 ألف طن سنويا وإنتاجنا هذا العام كما أسلفنا هو 165 ألف طن".
وقال "إنما المشكلة تبقى بالـ 500 ألف صندوق الذي هو من أطيب أنواع التفاح لكنه مصاب بالبردة في غير وقتها نتيجة تبدل المناخ ، لذلك أصيبت هذه الكميات من التفاح ببعض العيوب بالشكل وليس بالنوعية والطعم، هذه الكمية أي الـ 500 ألف صندوق أيضا الرئيس تمام سلام من خلال تواصله في نيويورك مع رئيس البنك الدولي ومن خلال وزراة الشؤون الإجتماعية مع الوزير رشيد درباس نسعى لتصريف كمية الـ 500 ألف صندوق من خلال شرائها من قبل الدول والمنظمات المانحة بسعر محدد ومن ثم توزيعها على النازحين السوريين، ما يعني أن مشكلة ما بين 20% إلى 25%" تكون قد ذهبت إلى المكان الصحيح.
وأضاف "لحد الآن لقد قمنا بتصدير 39,156 ألف طن، مصر وحدها قد استوردت لحد هذه اللحظة 20 ألف طن من التجار أي غير الموضوع الذي تكلمنا عنه بخصوص الـ 50 ألف طن، موسكو أيضا زرتها وأرسلت الدولة الروسية وفدا للإطلاع على الحقول وعمليات التوضيب، وقد كان هناك ضريبة مباشرة بقيمة 250 دولار على كل طن يدخل الأراضي الروسية، وبعد اتصال وزارة الخارجية اللبنانية مع سفارتنا في روسيا، نجح سفيرنا في روسيا بعد تواصله مع الجهات المعنية الروسية في تخفيض قيمة الضريبة المباشرة إلى 66 دولار ما بين شهر 10 وشهر 12، وتخفيضها إلى 23 دولار ما بين شهر واحد وشهر 3، ما يعني أن سوق روسيا يصبح صالحا لتصدير التفاح اللبناني بعد تخفيض قيمة الضريبة المباشرة، يبقى سوق الأردن الذي يفتح عادة في شهر تشرين الثاني من كل عام، لكن باتصالاتنا مع دولة الأردن الشقيقة مشكورين تجاوبوا معنا على فتح السوق الأردني أمام التفاح اللبناني في 18 تشرين الأول لبدء السماح بالتصدير إلى الأردن، إلى جانب سوق الخليج الذي يأخذ طريقا طويلا بحرا نحو مصر ثم برا ثم بحرا إلى الخليج مع وجود مضاربة كبيرة من الإنتاج الأوروبي نتيجة الحالة القائمة بين أوكرانيا وروسيا لذلك هناك اغراق للأسواق بالتفاح الأوروبي سيما أنه في أوروبا هناك دعم كامل من الدول الأوروبية للزراعة، وبالتالي هناك الدولة تتحكم بالأسعار".
وشدد "أطلب من الإعلام مساعدتنا في أزمة التفاح، وأنا على يقين بان الإعلام حريص مثلنا على الإنتاج والمزارع اللبناني، بحيث أن تقديم مشهد أن تفاحنا بالأرض و بأنه لا يوجد أسواق و وبأن الإنتاج يعاني من حالة كساد، كل هذه الأمور تُربِح التاجر الذي يشتري الإنتاج بسعر منخفض ومن ثم يبيعه بسعر مرتفع، وهذا أمر يضر بالمزارع ، لذلك في هذه المسألة الحساسة أتمنى فيها من المزارعين الذين أفهم وضعهم أن يحافظوا على هدوئهم، كما أتمنى من الإعلام الذي هو صديق لهذا المزارع أن يساعدنا في هذه القضية انصافا للمزارع والإنتاج اللبناني".
وقال شهيب الموضوع الثاني الذي تحدثنا فيه مع صاحب الغبطة "هو موضوع ضهر البيدر ومشروع فتوش. مؤكدا باننا لن نسمح بإقامة مجمع صناعي يخدم أشخاص بمنطقة عزيزة علينا هي محمية أرز الشوف التي هي من أهم محميات الشرق الأوسط وليس فقط لبنان إلى جانب المصادر المائية التي لا تبعد سوى 500 متر عن المكان الذي يحاول فتوش اقامة مشروعه عليه في عين دارة، وقد تكلمت بهذا الموضوع مع الدكتور سمير جعجع وكذلك مع الوزير جبران باسيل وقد سمعت منهما ومن غبطة البطريرك كلام ايجابي حول مشروع فتوش الذي نطالبه بالتفضل في إقامة هذا المجمع الصناعي في المكان الذي يريد بالسلسلة الشرقية وهذا حق له وحق طبيعي أما في منطقة نحن نعتبرها حساسة جدا بموضوع البيئة والطبيعة فليسمح لنا، نحن مع أهالي عين دارة وأهالي المنطقة لمنع هذا المشروع".
واضاف "أما الموضوع الثالث، هو طبعا كان جولة أفق واسعة حول حدث اليوم وهو الوصول إلى رئيس في لبنان بعد فترة زمنية طويلة من الشغور، ونحن نتأمل من الإتصالات الجارية أن توصل إلى اجماع وتوافق في لبنان حتى يكون لنا رئيس بأقرب وقت.
مشيرا أن اللقاء الديمقراطي مع الإجماع وقد عبر اللقاء بوضوح حينما حصل التوافق بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عن تأييده وعن دعمه لمثل هذا التقارب، ونحن في اللقاء الديمقراطي أكدنا ونؤكد بأن الأسماء المطروحة للرئاسة كلها هامات وطنية محترمة وأي توافق حولها نحن بالتأكيد سنكون مع هذا التوافق الذي يؤدي بأن يكون هناك رئيساً في لبنان".
وقال " بصرف النظر عن الإختلاف بوجهات النظر بين الرئيس بري والآخرين، فإن الرئيس بري كما صاحب الغبطة وكما الآخرين حريصون جميعا على الإستقرار والمؤسسات والسلم الأهلي في هذا البلد العزيز". مضيفا "نحن لنا موقفا واضحا من السلة، فالسلة هي ضرورية كي لا يكون عنا معوقات في المستقبل كما حصل معنا يوم تشكيل الحكومة الحالية حيث استغرقنا ما بين 8 و 9 أشهر حتى تشكلت، أيضا نحن قادمون على انتخابات نيابية لذلك التوافق ضروري على قانون انتخاب لا يلغي أحد ولا يواجه صعوبة من أحد".
وتابع "نحن ليس لدينا موقف معلن وموقف مضمر، نحن في اللقاء الديمقراطي لدينا موقف واضح وثابت يؤكد على ضرورة التوافق الذي يؤدي إلى انتخاب اي من الشخصيتين المطروحتين حاليا للرئاسة، فعند توفر هذا التوافق نحن حتما نكون معه، من دون أن نغفل بأن لبنان يمر بظروف غير طبيعية حيث المنطقة تحترق ولبنان يسعى للحفاظ على مؤسساته وعلى وجوده وهذه هي الصعوبة الأساسية، لذلك طاولة الحوار هي المكان الأنسب لحماية لبنان و للتوافق حول كل الأمور، وذلك من غير أن ننسى بأن قانون الإنتخاب هو الأساس".