16
تشرين الأول
2016
زيادة مثل شهيب في ورشة عمل عن ذباب الفاكهة: طلبنا مساعدة الفاو لتطبيق برنامج مستدام يراقب انتشارها ويديره
نظمت اللجنة العلمية وفرع المتعهدين والزراعيين في نقابة المهندسين في طرابلس ورشة عمل عن "الإدارة المتكاملة لذباب الفاكهة" بالتعاون مع وزارة الزراعة ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في إطار مشروع الدعم التقني "مسح وإدارة ذباب الفاكهة في لبنان".
حضر الورشة وزير الزراعة أكرم شهيب ممثلا برئيس مصلحة الزراعة في الشمال الدكتور إقبال زيادة، المهندس مرسي المصري ممثلا نقيب المهندسين في طرابلس المهندس ماريوس بعيني، المهندسة زينات موسى ممثلة المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال إفرام، رئيسة اللجنة العلمية في نقابة المهندسين الدكتورة ريما حليس، المنسق الوطني لمشروع مسح وإدارة ذباب الفاكهة في لبنان المهندس نقولا عيد، المستشارة الوطنية لمشروع الإدارة المتكاملة لذباب الفاكهة المهندسة بولين عيد وعدد من المهندسين الزراعيين والمزارعين والمهتمين.
حليس
افتتاحا النشيد الوطني ونشيد المهندس فكلمة لحليس أشارت فيها إلى أن "القطاع الزراعي مهمش سياسيا منذ الإستقلال، إذ قامت السياسة الإقتصادية بأغلبها على المصارف والتجارة وشركات التأمين والسياحة والتعليم والطبابة، وهمشت قطاع الزراعة بعد ان كان لبنان "بستان الشرق".
وقالت: "الحقيقة ان المستثمر لا يثق بالزراعة ويذهب إلى الربح السريع الذي لا يوفره له العمل في القطاع الزراعي".
وختمت: "إذا أردنا فعلا النهوض بالقطاع الزراعي، المطلوب سياسة تحمي وتدعم الزراعة، وفي إنتظار أن تولي السياسة في لبنان موضوع الأرض والزراعة اهتماما أكبر فإن الزملاء المهندسين الزراعيين لم يتقاعسوا عن العمل البحثي الهادف للنهوض بالمعرفة الزراعية إلى أعلى مستوياتها وتحسين وضع الزراعات الاساسية على الأراضي اللبنانية".
المصري
ثم ألقى المصري كلمة بعيني قال فيها: "كلنا يعلم أن معظم الصادرات اللبنانية من الفاكهة والخضار تخضع للمواصفات المطلوبة وتتلاءم مع نسبة تتخطى ال90% من المواصفات الأوروبية والخليجية، ولكننا نعلم أن القطاع الزراعي يعاني من مشاكل كثيرة مرتبطة وبشكل مباشر بهيكلية الإنتاج الذي لا بد من وضع دراسات استراتيجية لمكافحة تلك المشاكل".
وختم: "الحلول تبدأ من خلال زيادة تأمين مصادر مياه الري ومحاولة وضع بعض القيود على استعمال المبيدات ومنع إنجراف التربة ومكافحة الحشرات والأمراض الناتجة من أسباب متعددة ومنها تلوث مياه الري والتغير المناخي الذي استجلب العديد من أنواع الحشرات الغريبة عن بيئتنا، ولا سيما الذباب الذي يقضي من خلال بعض انواعه على قسم كبير من إنتاجنا الزراعي، لذلك كان لا بد من انعقاد ورشة العمل هذه في إطار مشروع مسح وإدارة ذباب الفاكهة في لبنان".
موسى
وألقت موسى كلمة إفرام قالت فيها: "إن مصلحة الأبحاث تقوم سنويا بمسح لمراقبة ذبابة الفاكهة ودراسة دخول حشرات جديدة إلى لبنان، وذبابة الفاكهة هي مشكلة كبيرة لأنها تتسبب بخسائر كبيرة والمزارع وحده لا يستطيع حل المشكلة، كما ان المهندس الزراعي وحده لا يستطيع حل المشكلة، وكذلك مصلحة الأبحاث وحدها ووزارة الزراعة و"الفاو" لا يستطيعون منفردين الوصول إلى الحل المنشود. لذلك التعاون بين كل الفرقاء مهم جدا للوصول إلى حل".
وختمت: "تشدد مصلحة الابحاث على أنه لا يمكن محاربة العدو إلا بمعرفة العدو ونقاط ضعفه ونقاط قوته لمعرفة المبيد الصحيح والتوقيت الصحيح لمكافحته".
زيادة
بدوره ألقى زيادة كلمة وزير الزراعة قال فيها: "إننا اليوم في ربوع هذا الصرح النقابي العريق أي نقابة المهندسين في طرابلس أرحب بكم اجمل ترحيب، والنقابة كما عرفناها كانت ولا تزال عمودا أساسيا في العمل النقابي وشريكا أساسيا لوزارة الزراعة من خلال الزملاء المهندسين الزراعيين دون ان ننسى التعاون الدائم والمستمر والفعال مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية FAO والتعاون العلمي الدائم والجاد مع مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية".
أضاف: "إن ذبابة الفاكهة آفة خطيرة تضرب محاصيل الفاكهة والخضروات التي تمثل أكثر من 70% من المساحات المزروعة في لبنان، وقد تسبب ذبابة الفاكهة في حال لم يتم اكتشافها باكرا ولم توضع استراتيجية لإدارتها بفعالية بخسائر إقتصادية هائلة لأنواع كثيرة من منتجات الفاكهة من خلال تخفيض الإنتاجية والنوعية وبالتالي التأثير على صادرات الفاكهة اللبنانية".
وتابع: "لا يزال لبنان مستوردا رئيسيا للغذاء بحيث أن الإنتاج المحلي يلبي فقط 20% من الإستهلاك المحلي وهذا التبادل التجاري يؤدي إلى إرتفاع إنتشار وضرر الآفات النباتية العابرة للحدود، كما أن الصراعات والإضطرابات في البلدان المجاورة للبنان وخصوصا سوريا زادت من خطر دخول الآفات الحجرية إلى البلاد نتيجة صعوبة تطبيق الحجر الصحي وحركة اللاجئين غير المتحكم بها وتهريب المواد الغذائية التي تترافق مع الآفات".
وقال: "لبنان يستورد كميات ضخمة من ثمار المانغا من عدة بلدان تنتشر فيها أنواع ذباب الفاكهة مثل مصر واليمن وبعض البلدان الأفريقية، لذلك وزارة الزراعة لديها مخاوف جدية من ان الوضع الحالي يمكن ان يسهم في دخول آفات جديدة إلى لبنان وخاصة ذباب الفاكهة كذبابة المانغا وذبابة الدراق والذبابة الشرقية. ونظرا إلى ان ذباب الفاكهة هو آفة حجرية رئيسية تؤدي إلى خسائر إقتصادية كبيرة، طلبت وزارة الزراعة اللبنانية المساعدة الطارئة من منظمة الفاو لتطبيق برنامج مستدام على نطاق البلد لمراقبة وإدارة انتشار ذباب الفاكهة".
وختم: "يهدف هذا المشروع بشكل رئيسي إلى إنشاء مسح وطني ورسم الخرائط اللازمة لتحديد أماكن تواجد ذبابة الفاكهة، وان المستفيدين الرئيسيين من المشروع هم مزارعو الفاكهة والمجتمعات الريفية والتعاونيات والمنظمات غير الحكومية والمصدرون والمنتجون والسلطات الحكومية المعنية، وتندرج ورشة العمل هذه في إطار هذا المشروع، بحيث تهدف إلى رفع مستوى الوعي على تأثير آفة ذبابة الفاكهة على القطاع الزراعي والإقتصاد والتقنيات المعتمدة لمراقبة ذبابة الفاكهة وتحقيق الإدارة المتكاملة لها".
نقولا عيد
وعرف عيد بالمشروع وقال: "تعاونت وزارة الزراعة مع منظمة الفاو ومصلحة الابحاث العلمية الزراعية لوضع الخطة الوطنية لمسح ذباب الفاكهة في لبنان، وتم إنشاء فريق عمل وطني مشترك تم إعداده لتدريب فريق المسح الذي يضم 111 مهندسا وخبيرا زراعيا من وزارة الزراعة ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية وجرى مسح كل الأراضي ووضع مصائد وإرسال عينات من المراكز الزراعية إلى مركز مختبر الحشرات في الفنار لتصنيف انواع الحشرات المتواجدة داخل المصائد".
أضاف: "قمنا بتوعية المزارعين عبر إلقاء 40 محاضرة في مختلف المناطق وإجراء التدريب من خلال أهم الخبراء الدوليين على مدى سنتين، ولا شك في ان هذه الآفات والحشرات الزراعية تدخل لبنان من خلال تهريب او إدخال الفاكهة بالطرق غير الشرعية".
وختم: "اجتمعنا مع المدير العام للطيران المدني من اجل توعية المسافرين والوافدين لأهمية منع دخول الثمار والفاكهة للتخفيف من نسبة انتقال وانتشار الحشرات عن طريق البضائع وسواها وسيتم لاحقا الإجتماع ايضا مع الجمارك وشركات الطيران لوضع ملصقات ونشرات للتوعية".
بولين عيد
وحاضرت المستشارة الوطنية لمشروع الإدارة المتكاملة لذباب الفاكهة عن "إجراء تدريب مكثف على مدى سنتين من وزارة الزراعة ومصلحة الابحاث العلمية الزراعية وتم إنشاء وحدة تطبيق وتعلمنا الكثير وإكتسبنا معلومات عديدة من خبراء دوليين لكي نقوم بإيصال المعلومات والخبرة إلى عدد كبير من مواطنينا"، وعرفت بأنواع الحشرات الضارة "وعددها 250 نوعا ومدى خطورتها وما تسببه من أمراض ودورة الحياة لدى ذبابة الفاكهة التي من الضروري عند سقوط الفاكهة المصابة على الأرض ألا نتركها بل ان نقوم بجمعها داخل أكياس ورقية وندفنها في باطن الأرض لنمنع من تفقيس بيوضها".
وتوقفت عند "الأضرار التي تسببها ذبابة الفاكهة وتلحق بالمزارع والمستهلك معا"، وشددت على "التزام اللوائح الصادرة حول الإمتناع عن إستيراد او إدخال بعض المنتجات الزراعية من بلدان تشملها قرارات منع الإستيراد منها".
أعقب ذلك حوار ونقاش وغداء.