الوزير الحاج حسن يعرض الواقع الزراعي والمشاكل التي تواجه الأمن الغذائي مع الرئيس عون بحضور ممثلة "الفاو" في لبنان
زار وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن فخامة الرئيس ميشال عون ترافقه الممثلة الجديدة لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة "الفاو" في لبنان السيدة نورة اورابح حداد، حيث أكد الرئيس عون ان لبنان يولي القطاع الزراعي اهمية كبيرة لانه جزء اساسي من اقتصاد الانتاجي بعدما كان لسنوات خلت يعتمد على الاقتصاد الريعي، معتبراً ان الارض اهم شيء بالنسبة الى الانسان، وان الاستقرار في الحياة يأتي من الارض.
واستعرض الوزير الحاج حسن ابرز المشاريع التي تنفذ بدعم من المنظمة، كما تطرق الى اوضاع القطاع الزراعي وحاجات المزارعين ومسألة زراعة القمح في لبنان وانتاج الحليب ومواضيع تختص بتصدير الانتاج اللبناني الى الخارج، شارحا الاستراتيجية التي اعتمدتها الوزارة في هذا الشأن و التي تكللت بالنجاح.
وصرّح الحاج حسن بعد اللقاء فقال: "تمحور اللقاء حول الملف الزراعي والامن الزراعي والغذائي. وقد اكد فخامة الرئيس ان الاولوية اليوم يجب ان تكون للامن الغذائي وتأمين القمح، زراعة وانتاجاً، وهذا موضوع ستساعدنا به الدول المانحة ومنظمة "الفاو" التي نعوّل كثيراً على ادائها في الفترة المقبلة. هناك مواضيع كثيرة طرحناها على فخامة الرئيس الذي اكد وجوب تنشيط هذا الملف كونه مسألة امن قومي بامتياز، وبالتالي نأمل ان تكون الايام المقبلة معقودة بالنجاح، والعمل تكاملي بين مختلف الوزارات كالاقتصاد والداخلية والدفاع وغيرها، فالكل مدعو لانجاح هذه الخطة واعادة الثقة بالقطاع الزراعي."
وحول طمأنة المواطن اليوم بالنسبة الى واقع الزراعة ومحاصيل القمح
ذكّر الحاج حسن أن مجلس الوزراء أكد مجتمعاً في جلسته الاخيرة التي عقدت برئاسة فخامة الرئيس، على إلزام وزارة الاقتصاد شراء كل الكميات المتوافرة ضمن الالية التي تضعها. وقد تواصلت بالامس مع معالي وزير الاقتصاد بالنسبة الى وجوب وضع الآلية وتحديد السعر بشكل فوري مرتبطاً بالسعر العالمي، على ان يكون سعر صرف الدولار وفق السعر الحالي. ونسمع الكثير من شكاوى المواطنين ومعاناتهم متسائلين عن تحرك وزارة الاقتصاد، لن آخذ دور هذه الوزارة، ولكنني اؤكد ان الجميع وفي مقدمهم الحكومة –وان كانت في مرحلة تصريف الاعمال لان الامور الحياتية لا تتوقف عند تصريف الاعمال- تتحمل مسؤولية لان التاريخ سيلعننا اذا لم نأخذ هذه الاولوية في الاعتبار.
وفي ما خص الرسالة التي نحملها للايام المقبلة، فإن وزارة الزراعة قدّرت المساحات المزروعة حالياً من قمح وشعير وقمح طري وصلب بـ210 آلاف دنم، واتمنى ان تتضاعف هذه المساحة بالقمح الطري. وقد وضعنا آليات وتواصلنا مع عدد من الدول الاوروبية والمنظمات العربية ومنها "الفاو" التي تعنى بتأصيل البذور لشرائها، واتمنى ان تكون كلها بشكل مجاني او على الاقل بنسبة 70 في المئة منها، لحث المزارعين على زراعة القمح الطري من دون ان يكون ذلك على حساب الخضار والفواكه، فالتنوع هو حياة حقيقية واستمرار وديمومة للقطاع الزراعي. ليس هناك من داع للخوف، فعلى الرغم من الازمة العالمية، نحن قادرون على زراعة القمح واستهلاكه محلياً كما كنا نفعل منذ سنوات.
وعن موضوع شراء المحصول اللبناني من القمح، كشف الحاج حسن قائلاً " كنت اتمنى ان يتيح لي الدستور والقوانين، كوزير للزراعة، ان اقوم بهذا العمل بشكل متكامل، ولكننا محكومون بمراسيم وقوانين يجب مراعاتها، اضافة الى توازنات البلد". اما التأخير فليس عن سوء نية بالتأكيد، فالنية الحسنة موجودة انما يجب تخطي التعقيدات، وعلينا ان نصارح الناس وكشف المعرقلين اياً كانت صفتهم ومراكزهم. علينا ان نتعامل مع الامور بمسؤولية تامة لاننا على المحك، فخلال الحرب الاهلية لم نصل الى ما وصلنا اليه اليوم، وليس من المسموح مشاهدة طوابير الناس في انتظار ربطة الخبز.
وفي ما خص السياسات التي كانت تنهك المزارع، فهي تعود الى الآليات التي كانت غير واضحة وتحمل عدم شفافية وهدر، وعلينا التعلم من اخطاء الماضي ولم يعد الوقت الى جانبنا، علينا اعتماد الشفافية وتحمل المسؤولية بالمطلق اكنا مزارعين ام مسؤولين.
بدورها نقلت السيدة حداد في مستهل اللقاء، تحيات المدير العام لمنظمة "الفاو" السيد شو دونيو مشيرة الى ان اللقاء الذي عقده مع الرئيس عون خلال وجود رئيس الجمهورية في روما في 31 آذار الماضي، كان مناسبة للتأكيد على اهمية التعاون بين لبنان و"الفاو" من خلال المشاربع التي تنفذها المنظمة في لبنان والتي ستواصل العمل مع وزارة الزراعة والجهات المعنية في سبيل استمرار تنفيذها
#وزير_الزراعة
#عباس_الحاج_حسن