وزير الزراعة اللبناني لـ الشرق: لبنان سيتجاوز أزمته ولن ينهار

وزير الزراعة اللبناني لـ الشرق: لبنان سيتجاوز أزمته ولن ينهار

أشاد سعادة السيد عباس الحاج حسن وزير الزراعة اللبناني بالدعم القطري لبلاده في كل الأزمات التي مرت بها، مبرزا حرص بيروت على إقامة شراكة إستراتيجية مع الدوحة وخلق فرص جديدة للاستثمار والعمل المشترك خاصة في المجال الزراعي، مشددا على أن العمل العربي المشترك يمكن أن يتحقق عبر بوابة الأمن الغذائي. كما أبرز سعادته في حوار مع الشرق أن السوق القطرية تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للبنان التي تطمح أن تكون قطر بوابتها للسوق الخليجية. وتطرق وزير الزراعة اللبناني إلى الوضع في لبنان. وقال: «نعيش أزمة في لبنان سنتجاوزها.. نعاني من مشاكل تؤدي إلى تعثر الخدمات الحكومية ولكن لسنا دولة منهارة نحن محكومون بالأمل وتحقيق الإصلاحات اللازمة لمصلحة بلادنا المطلقة». وأضاف: «نحن دعاة حوار وتسامح وشراكة من أجل مستقبل أفضل للبنان والمنطقة».. وفيما يلي نص الحوار كاملا مع سعادته:
 

2a.jpg
ما هي مستجدات التعاون بين قطر ولبنان؟
 
 عندما نأتي إلى قطر فنحن في ضيافة إخوة أعزاء. العلاقات القطرية اللبنانية متأصلة ومتجذرة منذ زمن بعيد، كان لقطر أيادٍ بيضاء في بلادنا وكانت سباقة في دعمنا خاصة في الفترة التي تعرضنا فيها للاعتداءات الإسرائيلية. زيارة العمل التي نؤديها للدوحة تأتي من أجل تعزيز التعاون في المجال الزراعي وخلق فرص جديدة للاستثمار والعمل المشترك، وذلك انطلاقا من إيماننا بأن التكامل العربي هم يؤرق الجميع خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي لذلك من المفيد أن تكون هناك شراكة بين البلدين بصفة خاصة ومع البلدان العربية بصفة عامة.
 
وخلال الزيارة التقيت سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي وناقشنا إمكانيات تطوير التعاون في المجال الزراعي وستكون هناك لجان مشتركة تدرس إمكانيات الاستثمار والشراكة بين البلدين في المجال الزراعي.. طبعا للتذكير هناك اتفاقية بين البلدين في مجال الزراعة لكنها تحتاج إلى تعزيز وتطوير بالإضافة إلى الحرص على تبادل الخبرات.
 
 ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين في المجال الزراعي؟
 
 لم ينقطع يوما التعاون والتبادل التجاري بين البلدين والقطاع الخاص هو من يتولى المسؤولية ونصدر إلى الدوحة الفواكه والخضراوات ونقدم منتجات عالية الجودة تراعي مصلحة المستهلك القطري والمنتج اللبناني. طبعا هناك ظروف أثرت على تدفق البضائع من لبنان لكن تم تداركها ونحن اليوم نؤكد أننا ملتزمون بتقديم منتج سليم وصحي وذي جودة عالية وقادر على المنافسة.. السوق القطرية تكتسب أهمية كبرى بالنسبة لنا، فهي وجهة واعدة للعمل والاستثمار، ونحن نطمح أن تكون قطر بوابة السوق الخليجية.
 
 هل هناك مشاريع استثمارية جديدة بين الدوحة وبيروت؟
 
 الإخوة القطريون ينظرون لملف الاستثمار في القطاع الزراعي باهتمام وتدقيق كبير.. نحن نطمح أن يكون هناك استثمارات قطرية في المجال الزراعي والحيواني.. التقينا بعدد من الجهات القطرية وبحثنا معهم الاستثمارات في الثروة السمكية خاصة وأن لبنان تملك إنتاجا متنوعا من الأسماك ونحتاج إلى مجموعة من الشركات القادرة على الاستثمار. وهذا المشروع يمكن أن يقدم شراكة وتعاونا حقيقيا بين قطر ولبنان وعدد من الدول الأخرى.. كما ندعو رجال الأعمال القطريين والعرب إلى الاستثمار في القطاع الحيواني والسمكي والزراعي ولدينا مشاريع كبيرة وواعدة.
 
 ما هي التشجيعات التي يقدمها لبنان لجذب الاستثمارات القطرية؟
 
 جذب المستثمرين يعتمد على قاعدتين، الأولى التشريعات المحفزة للاستثمار والثانية الاستقرار الأمني، لدينا قوانين مهمة موجودة وهناك أربعة قوانين لتشجيع الاستثمار قيد الدراسة من قبل اللجان النيابية المشتركة وفي هذا الصدد أشكر المجلس النيابي بكل أطيافه على العمل من أجل تسهيل القوانين وإدراكهم بأن التشريعات هي أساس التطور والتقدم في كل المجالات.. كما أن لبنان يتمتع بالاستقرار الأمني وببيئة عمل محفزة للاستثمار.
 
لدينا أزمات في لبنان نعمل على تجاوزها، كنا نعاني من ضريبة 40 سنة من عدم الاعتماد على الاقتصاد المنتج، نحن اليوم نصحح الأخطاء، ونقدم للإخوة القطريين وكل المستثمرين العرب فرصا عديدة للتعاون ونحن نؤمن بأن العلاقات التبادلية والاستثمارية هي أساس التعاون المشترك.
 
 قطر نموذج
 
 كيف تجد التطور الذي حققته قطر في تعزيز قدراتها في الأمن الغذائي؟
 
 قطر نجحت في تحويل الأزمة إلى فرصة واستغلت مواردها لخلق صناعة وطنية مهمة.. فاليوم قطر تنتج الحليب واللحوم والخضراوات والفواكه.. نحن نحتاج إلى التعلم من التجربة القطرية في كل العالم العربي لأنها تؤكد أهمية وضع الإستراتيجيات والتصميم على النجاح في تحقيق الرؤية الوطنية.
 
 ما رأيكم في دور قطر في دعم السلام ودفع العمل العربي المشترك؟
 
 نجحت قطر في المونديال في تغيير صورة المواطن العربي وبرهنت للعالم أن العرب قادرون على تحقيق نجاحات كبيرة ومذهلة.. نقر أن الدور القطري مهم جدا في المنطقة وهو جهد مطلوب، لأننا نحتاج إلى أدوار عربية وازنة تساهم في دفع المجموعة العربية، فكل نجاح وتميز هو في خدمة التكتل العربي وهذا هو المنطق الذي يجب أن نتبناه لأن غياب المشروع والإستراتيجية العربية ستجعلنا في نهاية الترتيب ولا يمكن أن يكون للعالم العربي وزن في المجتمع الدولي، إذ لم يجتمع على إستراتيجية ومشاريع موحدة.
 
 ما هو موقفكم من الدعم القطري للبنان؟
 
 نشكر دولة قطر قيادة وشعبا على الدعم الذي قدمته لنا في كل الأزمات خاصة عندما كنا نحارب إسرائيل لطالما تعاملت معنا قطر باحتضان ومحبة مطلقة. ونحن اليوم نحتاج إلى شراكة واستثمارات حقيقية تحقق ربحا متبادلا من خلال القطاع العام أو الخاص فالواقع يبرز أنه لم يعُد من المجدي اتباع سياسة المساعدات والمنح.
 
 الشراكة العربية
 
 بوصفك رئيساً للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية.. ما هي رؤيتك للعمل العربي المشترك؟
 
 نعتقد أننا نستطيع تحقيق ما عجزنا عنه على المستوى السياسي كبلدان عربية من خلال بوابة الأمن الغذائي. أجزم أن العمل العربي المشترك هو طوق النجاة الوحيد لنقرب البعيد في هذه الأمة ونتحدث عن الأمة لأننا نؤمن أننا أمة واحدة متماسكة صلبة إستراتيجيتنا واحدة وبوصلتنا واحدة وهدفنا مشترك. ومن خلال رئاستنا للمنظمة العربية للتنمية الزراعية التي تجمع كل وزراء الزراعة العرب ندرك إمكانية تشبيك العلاقات وبعث المشاريع العربية. ومن المهم أن نلزم كل العالم والمنظمات العالمية أن يكون الدعم الموجه للعالم العربي في مجال الزراعة والاستدامة مباشرا لجامعة الدول العربية وبالتالي للمنظمة العربية للزراعة لنتمكن من تعزيز وتطوير المشاريع والإنماء في هذا القطاع بالإضافة إلى تعزيز العمل مع منظمة الأمم المتحدة وبناء مشاريع مشتركة.
 
 ما هي المعوقات أمام الشراكة العربية؟
 
 نؤمن بأن هناك فشلا في العمل السياسي العربي المشترك ولكن من خلال الحاجة إلى الأمن الغذائي يمكن أن نفعل التعاون العربي. ومن الأكيد أن كل الخلافات السياسية تسقط أمام أنين الجياع في هذا الوطن العربي.. يجب أن ننظر إلى هذا التوجه بمنظور إنساني. هناك تغييرات وتحولات كبيرة وسريعة في المنطقة تتطلب من العالم العربي مواكبتها على غرار عودة العلاقات السعودية الإيرانية برعاية صينية. وهناك حتما تغييرات وتحولات في المنطقة نتمنى أن تكون لصالحنا كعرب لأننا محكومون بهذه الأخوة التي يجب أن تكون نقطة قوة ولقاء بيننا.
 
 ما الذي نحتاجه لتفعيل العمل العربي المشترك؟
 
 نحتاج أولا للثقة المتبادلة عندما نرتب البيت الداخلي يجب أن تتوفر الثقة لنقوم بالخطوة الأولى، كما نعلم أن العديد من البلدان العربية عاشت أزمات لكنها استطاعت تجاوزها والبناء من جديد. ومع كل المتغيرات فنحن نحتاج إلى الحكمة والوعي والإدراك والعقلانية في تقييم الوضع في المنطقة وخارجها مما يحتم علينا تعزيز العمل العربي المشترك. كدول عربية يجب أن نؤمن بالمشروع المشترك لأننا محكومون بالأمل وعدم اليأس من أجل تحقيق كل طموحاتنا. نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى رأب الصدع والعمل من أجل المستقبل.
 
رغم الخلافات والاختلافات السياسية في الواقع العربي استطعنا تجميع قدراتنا والتنسيق من أجل الأمن الغذائي وفي هذا الإطار سنقوم بتوقيع اتفاقية رباعية بين لبنان وسوريا والعراق والأردن يوم 25 مارس من أجل تعاون زراعي وإنتاجي ونطمح أن تلتحق عدة دول عربية بهذا التحالف الزراعي. اليوم نحن نحتاج إلى صناع للعمل العربي ولدينا قيادات عربية واعدة.
 
  الوضع في لبنان
 
 كيف توصف الأزمة في لبنان؟
 
 الوضع في لبنان هو نتيجة 40 عاما عجافا من الحرب الأهلية اللبنانية واعتداءات إسرائيلية متكررة وتدخلات خارجية في الداخل اللبناني وأزمات اقتصادية متلاحقة.. اليوم هناك انهيار شبه تام في القطاع المصرفي وهناك أزمة عمودية وانهيار صرف العملة إلى جانب الاشتباك السياسي. هذا الواقع لكن لا يمكن أن نقول إن لبنان دولة مفلسة.. لا، نحن نعيش أزمة سنتجاوزها، لبنان يعاني من مشاكل تؤدي إلى تعثر الخدمات الحكومية ولكن لسنا دولة منهارة بدليل أننا في القطاع الزراعي قمنا بتصدير 200 % من المنتجات. نعمل على تجاوز الأزمة وتحقيق تغييرات متدرجة تكون من خلال انتخاب رئيس الجمهورية ثم رئيس وزراء وتكوين حكومة أصيلة. نحن نريد دولة مدنية بعيدا عن الطائفية والتناكف السياسي لمصلحة لبنان المطلقة. نحن ملتزمون باتفاق الطائف الذي ندد بالطائفية ودعا للمركزية لكن حقيقة حتى الآن لم نجد من الشريك السياسي آذانا صاغية.
 
 بعد كل هذه الأزمات التي تمر بها لبنان.. ألم تصل التيارات السياسية إلى قناعة بضرورة الحوار؟
 
 للأسف لم تصل إلى قناعة ضرورة الحوار والتفاهم، هناك دعوات أطلقها رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري مشكورا لأنه لا يمل ولا يكل من العمل من أجل مصلحة لبنان لكنها لم تجد التجاوب للأسف لكننا نطمح أن تكون هناك حلول في المستقبل ونحن متمسكون بالإصلاح والمضي قدما من أجل تجاوز الأزمات وذلك من خلال الحوار. نحن دعاة حوار وتسامح وشراكة من أجل مستقبل أفضل للبنان والمنطقة.
 
https://m.al-sharq.com/article/19/03/2023/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%87%D9%85%D8%A9
 
#وزير_الزراعة
#عباس_الحاج_حسن
 
للاتصال بوزارة الزراعة

849618 1 (961)+

info@agriculture.gov.lb