وزير الزراعة: القطاع الزراعي تعرض لخسائر كبيرة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب
تعرض القطاع الزراعي لخسائر كبيرة نتيجة المواجهات الدائرة على الحدود الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي، وأدى القصف الإسرائيلي المركز الذي طاول 55 بلدة إلى إحراق مساحات شاسعة من الغابات، والى القضاء على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي تشتمل على زراعات متنوعة، إضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية والطيور، وتضرر خيم زراعية وتدمير كلي لمستودعات أعلاف.
وإذا كان القطاع الزراعي من أهم القطاعات في لبنان، فإنه يشكل ركنا أساسيا ومصدر دخل لحوالي70% من سكان الجنوب. ويعتمد العديد من المزارعين في معيشتهم مئة بالمئة من القطاع الزراعي من خلال تربية الأبقار والأغنام والنحل. وسترخي الأضرار التي أصابت هذا القطاع جراء الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة تداعياتها على الزراعة وعلى الإنتاج الحيواني والثروة الحيوانية. ويتطلب الأمر إلى خطة للنهوض مجددا به تحتاج إلى تكاليف عالية.
لقد أدى القصف الإسرائيلي، لاسيما على القرى والبلدات الملاصقة للشريط الحدودي إلى نزوح السكان إلى مناطق أكثر أمانا، وشهدت تدمير كامل للمحاصيل الزراعية التي تعتبر مصدر رئيسي للعديد من الأسر بعد توقف المزارعين عن الذهاب إلى حقولهم وطرح محاصيلهم في الأسواق الداخلية.
وتلجأ إسرائيل في كل حرب تشنها على لبنان إلى استخدام أسلحة محرمة دوليا، وذكرت إحصاءات لوزارة الزراعة حول الاعتداءات الإسرائيلية بالفوسفور الأبيض على الأراضي اللبنانية والتي أدت إلى نشوب حرائق منذ الثامن من أكتوبر الماضي إلى منتصف مارس الجاري. وبينت تلك الإحصاءات أن عدد الحرائق الناتجة عن الاستهداف بالفوسفور الأبيض بلغت 683 بين حرائق صغيرة وكبيرة، وبلغت مساحة الأراضي المحروقة بالكامل أكثر من 2100 دونم، وأفادت الإحصاءات بأن مساحة الأراضي المتضررة وهي عبارة عن أراضي حرجية وزراعية وصلت الى6000 دونم. والأشجار المستهدفة هي زيتون، صنوبر وسنديان. كما بلغت نسبة الأضرار بالمناطق الحرجية التي تحتوي على أشجار السنديان والملول والغار 55%، وأشجار زراعية وحمضيات 35%، وأعشاب 10%، والى نفوق 340 ألف طير، و970 رأس من الماشية، وتضرر91 خيمة زراعية، و310 قفير نحل، وتدمير كلي لمساحة 600 متر مربع لمستودع أعلاف، إضافة إلى استهداف 8 مزارع.
وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن في مقابلة صحفية أن اعتداءات العدو الإسرائيلي لا تقتصر على الخسائر البشرية التي لا تعوض على الإطلاق، فإن القصف الإسرائيلي ألحق أضرارا بالغة في القطاع الزراعي تضرر من خلاله ما لا يقل عن 600 هكتار من الأراضي الزراعية بشكل مباشر و200 بشكل كامل. كما قضى على 60 ألف شجرة زيتون بعضها معمر بلغ 300 سنة، وأشجار حمضيات وموز ولوزيات وأشجار مثمرة وغير مثمرة وعن مساحات شاسعة من الدونمات قضي عليها بالكامل.
وأردف الحاج حسن قائلا: إن إسرائيل قضت على قطاع بالكامل. وإذا كانت بعض التقديرات تقول بملياري ونصف المليار دولار، أنا أقول أكثر بكثير من هذا الرقم، إذا ما احتسبنا الأضرار المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد الوطني اللبناني أولا، وعلى الناتج المحلي الوطني ثانيا، وهذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعار الخضار التي تنتجها في مثل هذا الوقت من السنة سهول الوزاني والخيام ومرجعيون، أي من الناقورة وصولا إلى مزارع شبعا، كل هذا الامتداد من 510 إلى 520 كلم تقصفه إسرائيل بشكل يومي من خلال المسيرات، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تعمد إلى قصف أي شيء يتحرك والى ترويع المزارعين والرعاة ومنعهم من العمل في أراضيهم وذلك من خلال استهدافهم بشكل مباشر عن طريق القصف او القنص أو الخطف.
وأوضح الحاج حسن أن إسرائيل تسعى من خلال قصفها المدمر للقطاع الزراعي إلى أمرين لا ثالث لهما، الأول كسر إرادة الجنوبيين لترك أرضهم والنزوح عنها بما يؤدي إلى اهتزاز الجبهة، وثانيا تحويل الأراضي إلى أرض محروقة والى إلغاء الغطاء النباتي لأنها تعتبر أن بالتكتيك العسكري تصبح المقاومة والجيش اللبناني مكشوفين للمسيرات وسلاح الجو الإسرائيلي.
ولفت وزير الزراعة إلى أنه مجرد ان تتوقف الحرب الإسرائيلية العدوانية سوف يصار إلى مسح الأضرار في مجالات الزراعة والصناعة والمباني. إنما أي تعويض لا يكفي عند الحديث عن محاصيل زراعية وأشجار معمرة، لذلك مهما دفعت من أموال لا يعوض، لأن الضرر كبير جدا، لكن إرادتنا وإرادة المزارعين وأهلنا في الجنوب أقوى من كل هذه الأضرار، ومجرد أن تتوقف الأعمال العدائية سيعود الأهالي إلى الزراعة من جديد.
وكشف الحاج حسن عن تشكيل لجنة وطنية مصغرة في وزارة الزراعة تضم شركاء من المجلس الوطني للبحوث العلمية، ومن الجامعة اللبنانية ومن مندوبين من وزارات الصحة والبيئة والدفاع للقيام فور توقف العمليات العدائية الإسرائيلية بعملية مسح شامل للأراضي وأخذ عينات من المناطق التي تعرضت لقصف مركز وفحص التربة والمياه الجارية والآبار الارتوازية لمعرفة نسبة الضرر التي طالها لنكون أمام حقيقة علمية ثابتة، لأنه لا يمكن الحديث عن نتائج علمية حقيقية بحتة ما لم يؤخذ عينات من كافة المناطق ولنوقف الجدل الحاصل في الأعلام الذي أدى إلى أزمة في منتجاتنا.
وأعلن الحاج حسن أن وزارة الزراعة أطلقت مشروع مكان كل شجرة زيتون أحرقها العدو الإسرائيلي سنزرع 10 شجرات، إضافة إلى أن التوجه في موضوع التصدير ستعطى الأولوية فيه للمنتج الجنوبي للقول لأهلنا في الجنوب أن ما يعزز بقائهم وصمودهم هو أيضا تسهيل وتصريف منتجاتهم بشكل أن يكون أولوية لهذا القطاع عن باقي المنتجات في باقي المناطق اللبنانية، وأعتقد أن كل اللبنانيين يؤمنون بأنه سبيل أساسي وضروري في هذه المحنة التي تعيشها البلاد.
#وزارة_الزراعة
#وزير_الزراعة
#عباس_الحاج_حسن