وزير الزراعة اللبنانى د. عباس الحاج حسن لـ«الأهرام»: نقدر مساندة مصر ومساعدتها الإنسانية المتواصلة لشعبنا
لا بديل عن الحوار الوطنى فى لبنان لإنهاء أزمة انتخاب رئيس الجمهورية بمشاركة كل الفرقاء
ثمن الدكتور عباس الحاج حسن وزيرالزراعة اللبنانى دور مصر الإيجابى فى دعم بلاده ،الذى لايتوقف عند حد المساندة السياسية والمساهمة فى الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء نزيف الأزمة المستمرة منذ سنوات ، وإنما يأخذ مسارات عملية تجلت فى إرسال الكثير من شحنات المساعدات الغذائية والطبية،وقال إنه فى اللحظة التى كان يتحدث فيها لـ«الأهرام» على هامش زيارته الأخيرة للقاهرة جرى إرسال كميات إضافية من هذه المساعدات للشعب اللبناني، معربا، بشكل خاص، عن تقديره لما يقوم به المستشفى العسكرى الميدانى المصري، الذى ينهض بعبء المساعدة فى معالجة المحتاجين من اللبنانيين.. وإلى التفاصيل..
- ما الذى يعرقل انتخاب رئيس جمهورية؟ هل غياب التوافق الوطنى بين القوى اللبنانية، أم تعذر التوافق الإقليمى والدولى؟
بوسعى التأكيد وأنا عضو فى الحكومة-أن الموضوع داخلى بامتياز حتى الآن، فثمة أطراف لبنانية لم تتعامل مع هذا الملف من منظور الواقعية السياسية، فالأمر يستوجب بلورة خطوات متوازية من كل الفرقاء السياسيين، باتجاه الانخراط فى حوار وطنى جامع.. وفى هذا السياق ألفت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا إلى هذا الحوار منذ فترة طويلة، وما زال يدعو إليه، غير أن هذه الدعوة لم تحظ بالتجاوب المطلوب لإنجازه، والجلوس على طاولة واحدة بمشاركة كافة القوى السياسية، لوضع محددات الخروج من أزمة الشغور الرئاسي..وما يؤكد صوابية الدعوة للحوارالوطني، هو أن المبادرة الفرنسية المطروحة بصدد إنهاء هذه الأزمة تتقاطع معها ،وقد جاء إلى بيروت المبعوث الرئاسى الفرنسي، جان أيف لودريان فى 21 يونيو الماضي، وأجرى جولة استطلاعية مع مختلف الفرقاء السياسيين، فى ظل الحاجة الملحة للتوصل إلى نوع من التوافق يفضى لانتخاب رئيس للجمهورية .
- لكن يتردد أن الثنائى، الذى يضم حركة أمل وحزب الله، هو الذى يعرقل محاولات الخروج من أزمة الشغور الرئاسي، ما تعليقك؟
بالعكس هذا التحالف الذب يعبر عنه الثنائى الوطني، وأنا أحبذ هذه التسمية، يتحرك وفق متطلبات واقعية سياسية مطلقة، فقد آمن ويؤمن وسيؤمن بأى نتائج لأى انتخابات رئاسية، تفرزها صناديق الاقتراح داخل المجلس النيابي، هذا أولا، أما ثانيا، فإن هذه القوى تتعاطى مع كافة المكونات اللبنانية باعتبارهم شركاء فى المواطنة، والتى مازالت حتى الآن مجتزأة ومنقوصة فى لبنان، ومن ثم يتحرك باتجاه إعادة بنائها من «المدماك»الأول.
- صحيح، ثمة من يتهم هذا الثنانى بعرقلة عملية الاقتراع على الرئيس المقبل، لأنه وقف إلى جانب مرشح طبيعي، اسمه سليمان فرنجية، وأنا أتساءل: ماهى المواصفات المطلوبة فى الرئيس المقبل؟
لاشك أنه فى صدارة هذه المواصفات ما يتعلق بقدرته على التعامل مع خمسة ملفات أساسية ملتهبة، أولها القدرة على التفاهم مع سوريا الشقيقة، على صعيد ملف اللاجئين السوريين وترسيم الحدود معها، والملف الثانى هو امتلاك القدرة على الحديث إلى حزب الله فيما لو طرح موضوع سلاح المقا ومة، والملف الثالث هو إمكانية التفاهم مع الدول العربية، تحديدا منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، والملف الرابع هو بمقدروه الحديث مع الفرنسيين الذين يتبنون مبادرة لحل أزمة لبنان من كافة جوانبها، والملف الخامس هو ما إذا كان قادرا على الحديث مع الأمريكيين؟ نعم هو قادر على ذلك .
- كيف انعكس المشهد السياسى المتأزم فى لبنان على أوضاعه الاقتصادية، وفى المقدمة منها مايتعلق بالزراعة التى تتولى حقيبتها ؟
المؤكد أن هذه الأزمة أثرت بشكل حاد وقوى على الأوضاع الاقتصادية ، وأخطر تداعيات هذا التأثير، يتمثل فى غياب الثقة فى الاقتصاد الوطني، ما أفضى إلى محدودية الاستثمار القادم من الخارج فى ظل هذا الانكماش السياسى المعطوف عليه انكماش اقتصادى ومالي.
- إلى أى مدى تأثر تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية، إلى المنطقة العربية تحديدا جراء هذه الأزمة؟
بالتأكيد تأثر كثيرا، إلى أغلب الأسواق العربية ،خاصة السوق السعودية، ولكن الأمور آخذة فى التقدم خطوة خطوة، وكان لى لقاء ودى وإيجابى للغاية مع وزير الزراعة السعودي، الذى أبدى اهتماما بإعادة فتح سوق بلاده أمام المنتجات اللبنانية ،مع خطوات يتعين القيام بها من قبل الجانب اللبناني، بالذات فيما يتصل بنضارة هذه المنتجات، وما يتصل ببعض الجوانب الأمنية المتعلقة بها.
- ما الذى تم التركيز عليه خلال لقائك وزير الزراعة واستصلاح الأراضى المصري السيد القصير؟
استطيع أن أؤكد أنه كان مثمرا ومجديا للغاية، فقد تناولنا فى هذا اللقاء كل ما من شأنه دفع التعاون المشترك بين مصر ولبنان فى المجالات الزراعية المختلفة، بهدف تفعيل التعاون فى مجال زيادة الصادرات الزراعية، وإزالة أى معوقات أمام تسهيل حركة التبادل الزراعى بين البلدين الشقيقين، وأبديت خلاله رغبة لبنان فى استثنائه من قرار مجلس النواب المصري، الذى يتضمن تحصيل نسبة 10 فى المائة من قيمة المنتجات الزراعية التى تدخل إلى السوق المصرية, وقد وعدنى الوزير خيرا فى هذا السياق ،لاسيما أن دولة الرئيس نجيب ميقاتى رئيس الوزراء اللبناني، اتصل برئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، الذى أبدى تفهما للمطلب اللبنانى.. وهو الأمر نفسه الذى بحثته مع وزير المالية الدكتور محمد معيط، إلى جانب أمور أخرى، فنحن ننظر إلى السوق المصرية بحسبانها سوقا واعدة أمام المنتجات اللبنانية، وفى الوقت نفسه لا نبحث عن تنافس مع مصر، بقدر ما نركز على التكامل بين البلدين الشقيقين.
#وزير_الزراعة
#عباس_الحاج_حسن