الورشة الوطنية التشاورية الأولى لتعزيز خدمات الإرشاد الريفي في لبنان: نحو إنشاء المنتدى الوطني لدعم المزارعين والمزارعات

الورشة الوطنية التشاورية الأولى لتعزيز خدمات الإرشاد الريفي في لبنان: نحو إنشاء المنتدى الوطني لدعم المزارعين والمزارعات

 
بيروت – تحت رعاية معالي وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وبحضور ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان، السيدة نورة أورابح حدّاد،مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس اللجنة التنفيذية في المشروع الاخضر، المهندس ريمون خوري، وفعاليات انعقدت اليوم الورشة الوطنية التشاورية الأولى لتعزيز خدمات الإرشاد الريفي، بهدف دعم تعافي المزارعين والمزارعات وإرساء أسس إنشاء المنتدى الوطني لخدمات الإرشاد الريفي في لبنان.
 
وشهدت الورشة مشاركة واسعة من الجهات الرسمية، والمؤسسات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الأكاديمي، والهيئات الزراعية، والتعاونيات في خطوة تعكس الالتزام الوطني بتعزيز قدرات القطاع الزراعي ومجتمعاته الريفية.
 
تأتي هذه الورشة في ظل تحديات غير مسبوقة تواجه القطاع الزراعي اللبناني نتيجة الأزمات الاقتصادية والضغوط البيئية وتداعيات النزاع الأخير، التي أثرت على سلاسل الإمداد والبنى التحتية وقلّصت قدرة المزارعين على الوصول إلى المدخلات الأساسية.
 
2a.jpg

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد معالي وزير الزراعة الدكتور نزار هاني على أن القطاع الزراعي، رغم التحديات، يظل أحد أعمدة الصمود الوطني ومحركًا أساسياً للتنمية الريفية والأمن الغذائي. وأوضح أن خدمات الإرشاد الريفي أصبحت اليوم أداة وطنية حيوية، تمثل الجسر بين المعرفة العلمية واحتياجات المزارعين، وتمكّنهم من التكيف ومواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
 
وأكد الوزير أن وزارة الزراعة، بالتعاون مع شركائها، تعمل على إعادة بناء منظومة دعم متكاملة للمزارعين والمزارعات، من خلال:
  • تطوير وتكثيف برامج الإرشاد الزراعي والدعم الفني،
  • توسيع الشراكات مع الجامعات، مراكز البحث، القطاع الخاص، والمنظمات الدولية وغير الحكومية،
  • تحديث السجل الزراعي لضمان وصول الخدمات إلى كافة المناطق والمنتجين.
 
وأشار إلى أن الاستراتيجية الزراعية الجديدة ترتكز على أربعة محاور مترابطة:
  1. التركيز على الإنسان: تمكين جميع المزارعين والمنتجين، بما في ذلك النساء والشباب، بالمعرفة والمهارات والفرص الاقتصادية.
  2. تعزيز الاستدامة: حماية الموارد الطبيعية وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة لمواجهة تغير المناخ.
  3. تحسين الإنتاجية والجودة: رفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وتعزيز فرص التصنيع والتسويق.
  4. الشراكة والحوكمة: تعزيز التنسيق بين المؤسسات والشركاء، وترسيخ الشفافية في إدارة القطاع.
 
وأضاف معاليه أن الورشة تمثل خطوة أساسية نحو تأسيس المنتدى الوطني للخدمات الإرشادية والريفية، ليكون منصة للتعاون وتبادل المعرفة وتنسيق الجهود بين الجهات العامة والخاصة والمجتمع المدني والهيئات الأكاديمية، مع تعزيز اللامركزية والتعاون مع البلديات، واعتماد أحدث الحلول التكنولوجية الرقمية، بما يشمل الإرشاد عبر الهواتف الذكية، الخرائط الزراعية المعتمدة على نظم المعلومات الجغرافية، النماذج المناخية، وأنظمة الإنذار المبكر للأمراض والآفات، لتسهيل وصول المزارعين إلى المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب.
 
من جهتها، أكدت السيدة نورة أورابح حدّاد، ممثلة الفاو في لبنان، أن خدمات الإرشاد الريفي تمثل أداة استراتيجية لبناء مجتمعات ريفية أكثر صموداً وشمولية واستدامة، وأن المنتدى الوطني المزمع تأسيسه سيكون منصة لتوحيد الجهود الوطنية وتنسيق السياسات، بما يضمن وصول الدعم والخبرة إلى جميع المزارعين والمزارعات، لا سيما النساء والشباب والفئات المهمشة.
 
وشددت ممثلة الفاو على أن الورشة تشكّل مساحة للحوار البناء لتحديد الأولويات الوطنية، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية، وتسليط الضوء على قصص نجاح محلية يمكن البناء عليها. وأضافت أن المنتدى سيعزز قدرة المزارعين على مواجهة التغيرات المناخية، التقلبات الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، ويضمن أن السياسات الإقليمية تعكس الاحتياجات الحقيقية على الأرض.
 
وأضافت: "هنا يبرز الدور القيادي والمحوري لوزارة الزراعة في توجيه هذه الجهود، ووضع المعايير، والإشراف على جودة هذه الخدمات، بالتنسيق مع جميع المعنيين، مع التأكيد على أن هذه المبادرة وطنية المنشأ وتقودها الدولة اللبنانية Country-driven.
 
3a.jpg

أما منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فتؤدي دور الجهة الداعمة لهذه المبادرة، وتعمل على تيسيرها من موقع الوسيط المحايد neutral-broker، بما يضمن الشمولية والتكامل بين مختلف الشركاء.
 
أكدت معالي السيدة وفاء الضيقة حمزة، عضو اللجنة الاستشارية الفنية للمنتدى العربي للخدمات الإرشادية الريفية (AFRAS)، خلال افتتاحها الورشة الوطنية التشاورية الأولى حول الإرشاد الريفي في لبنان، على أهمية هذا اللقاء الوطني في بلورة فهم مشترك لواقع الإرشاد الزراعي والريفي، وتحليل التحديات والفرص، والاستفادة من التجارب العربية والدولية.
 
وأوضحت الضيقة أن الإرشاد الريفي لم يعد مجرد نقل معلومات زراعية تقليدية، بل أصبح منظومة شاملة تجمع بين المعرفة، الابتكار، الرقمنة، ربط المزارعين بالأسواق، إدارة الأعمال الزراعية، وإشراك النساء والشباب، بما يعزز من تحول الزراعة إلى مهنة احترافية تعتمد على الإدارة والقرار المستنير.
 
وشددت على أن لبنان، حيث تشكل الزراعة الأسرية نحو 80% من الحيازات، يحتاج إلى تعزيز وصول الخدمات الإرشادية بشكل عادل، وتقليص الفجوات بين المناطق، ودعم صغار المزارعين والفئات الأكثر هشاشة.
 
وأكدت الضيقة دور المنتدى العربي للخدمات الإرشادية الريفية (AFRAS) في بناء شبكات المعرفة وتنسيق الجهود ودعم الدول في تطوير الإرشاد، مشيرة إلى مساهمة لبنان الفاعلة منذ انطلاق المنتدى عام 2022، ورغبتها في تكييف هذه التجربة الوطنية بما يلبي احتياجات القطاع الزراعي اللبناني.
 
وأشارت إلى ضرورة إنشاء منتدى وطني للإرشاد الريفي في لبنان، يجمع مختلف الجهات الفاعلة من وزارة الزراعة، الجامعات، الجمعيات، التعاونيّات، القطاع الخاص، البلديات والمشاريع التنموية، لتنسيق الجهود، رفع جودة الخدمات، وتوسيع نطاق الوصول، بما يعزز المساواة ويستجيب لاحتياجات الفئات الأكثر هشاشة.
 
وختمت الضيقة كلمتها مؤكدة أن الورشة تهدف إلى فهم واقع الإرشاد وتحديد الفجوات، الاستفادة من التجارب العالمية والعربية، تطوير رؤية مشتركة للمنتدى الوطني، وبناء خطوات عملية لتحديث نظام الإرشاد بما يعزز حوكمة الوزارة ويوسع الشراكات الوطنية، مشيرة إلى أن مستقبل الإرشاد الريفي في لبنان يمثل ضرورة وطنية لضمان الأمن الغذائي وتمكين المزارعين وتعزيز التنمية الريفية.
 
كما ألقت السيدة فاتن عضاضة، خبيرة الزراعة والتنمية الريفية والمديرة اليومية للأولوية الإقليمية الأولى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، كلمة أكدت فيها دور خدمات الإرشاد الريفي كأداة استراتيجية لبناء مجتمعات ريفية أكثر صموداً واستدامة، مشددة على ثلاثة أبعاد رئيسية:
  1. بناء القدرة على الصمود: مساعدة المزارعين والمجتمعات على مواجهة الأزمات المناخية والاقتصادية والاجتماعية.
  2. تعزيز الشمول الاجتماعي والاقتصادي: تمكين النساء والشباب والفئات المهمشة من الوصول إلى المهارات والفرص الاقتصادية.
  3. تحقيق التنمية المستدامة: دعم التحول نحو أنظمة إنتاج أكثر استدامة، وربط البحث العلمي بالتطبيق العملي لضمان مسار تنمية ريفية متكامل.
 
وأكدت السيدة عضاضة أن المنتدى الوطني المزمع تأسيسه سيكون منصة لتوحيد الجهود الوطنية، وتنسيق السياسات، وتطوير برامج تدريبية تواكب التحديات والاتجاهات الإقليمية، بما يتيح للمزارعين تجهيز أنفسهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية والتقلبات الاقتصادية، ويضمن أن السياسات الإقليمية تعكس الاحتياجات الفعلية على الأرض.
 
هدفت الجلسات إلى الاستفادة من التجارب والنماذج الإقليمية والدولية الناجحة، بما يسهم في تعزيز أثر خدمات الإرشاد الريفي في دعم صمود المزارعين والمزارعات وتحقيق التنمية الريفية المستدامة. كما قدّمت الجلسات المختلفة دروسًا عملية تشكّل ركيزة استراتيجية لتحقيق الزراعة المستدامة، وتعزيز القدرة على الصمود، ودعم الأمن الغذائي.
 
وأدار الجلسة المعنونة "واقع ومقاربات خدمات الإرشاد الريفي في لبنان" المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، الذي شدّد على أهمية تطوير خدمات الإرشاد الريفي كرافعة أساسية لدعم المزارعين والمزارعات، وتحسين سبل عيشهم، وتعزيز الإنتاجية الزراعية المستدامة.
 
واختُتمت الورشة بالتأكيد على التزام وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمواصلة العمل المشترك لدعم صمود المزارعين وتعزيز التنمية الريفية المستدامة في مختلف المناطق اللبنانية، والعمل على تطوير نموذج وطني أكثر كفاءة وشمولية لخدمات الإرشاد الريفي، بما يحقق تنسيقًا فعّالًا بين مختلف مقدّمي الخدمات ويرتقي بجودة الدعم المقدَّم للمزارعين والمزارعات.
 
#الزراعة_نبض_الأرض_والحياة
#وزارة_الزراعة
#وزير_الزراعة
 
للاتصال بوزارة الزراعة

849618 1 (961)+

info@agriculture.gov.lb