بيروت – وزارة الزراعة – 22 تموز 2025
في خطوة جديدة نحو تعزيز دور الإرشاد الزراعي وتطوير كفاءة العاملين في القطاع، أطلق وزير الزراعة الدكتور نزار هاني ورشة تدريبية متخصصة في مقر الوزارة، تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز المعارف الفنية والميدانية لدى العاملين في الإرشاد، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدّمة للمزارعين في مختلف المناطق اللبنانية.
وأكد الوزير هاني في كلمته الافتتاحية أن الإرشاد الزراعي يُشكّل حلقة أساسية في سلسلة القيمة الزراعية، ويُعدّ الأداة الأهم في نقل المعرفة إلى المزارعين، وتحفيزهم على اعتماد أفضل الممارسات الزراعية التي تضمن جودة الإنتاج واستدامته. وقال:
"من دون إرشاد فاعل ومهني، لا يمكن بناء قطاع زراعي منتج ولا تحقيق الأمن الغذائي المنشود، ولا الولوج إلى الأسواق المحلية والدولية بطريقة منافسة."
ونوّه الوزير بتفاني موظفي وزارة الزراعة والعاملين في القطاع العام، معتبرًا أنهم "صمّام أمان في زمن الأزمات"، مؤكدًا في هذا السياق أن الحكومة اللبنانية تدرس بجدية تحسين الواقع المعيشي للعاملين في القطاع العام، ضمن معادلة تحافظ على الاستقرار المالي وفي الوقت نفسه تكرّم الالتزام والتضحية في الخدمة العامة.
كما أشار الوزير هاني إلى أن موظفي الوزارة يشكّلون نموذجًا إيجابيًا وواجهة مشرّفة للإدارة العامة، داعيًا إلى مزيد من التمكين والتدريب الداخلي الذي يعزز من قدرات الوزارة على مواكبة التحديات ومواصلة دعم المزارعين بكفاءة ومهنية.
الزراعة البيئية في صلب الإرشاد الحديث
استُهلّت الورشة بمحاضرة قدّمتها المهندسة نادين جفال، تناولت خلالها موضوع الزراعة البيئية، مشيرة إلى أنها لم تعد ترفًا أو خيارًا ثانويًا، بل أصبحت ضرورة ملحّة في ظل التغيرات المناخية وتدهور الموارد الطبيعية.
وتطرّقت المحاضرة إلى المفاهيم الأساسية للزراعة البيئية، من حيث:
• مبادئها الأربعة: الصحة، البيئة، العدالة، والرعاية؛
• الممارسات المستدامة في التسميد العضوي، الريّ الذكي، والدورات الزراعية؛
• وأهمية المكافحة البيولوجية للآفات، كبديل بيئي وفعّال للمواد الكيميائية الضارة.
وأشارت جفال إلى أن الزراعة البيئية تُمثّل ركيزة للسيادة الغذائية وللنموذج الزراعي الحديث الذي يراعي صحة الإنسان والنظام البيئي معًا.
ثلاث محاضرات متخصصة في تربية النحل وإدارة المناحل
في الجزء الثاني من الورشة، عُقدت ثلاث محاضرات متخصصة قدّمها المهندسان رمزي المغربي وعلي ياسين، عالجت مختلف جوانب قطاع تربية النحل، الذي يُعتبر من الأعمدة الأساسية للأمن الغذائي والتنوع البيولوجي في لبنان.
🔹 أمراض وآفات النحل – تناولت التهديدات الصحية الرئيسية التي تصيب النحل، وعلى رأسها طفيل الفاروا، وأمراض تعفّن الحضنة والنوزيما، مع شرح لوسائل التشخيص والعلاج، سواء بالمواد الكيميائية أو بالمركبات الطبيعية.
🔹 منتجات خلية النحل – سلّطت المحاضرة الضوء على الإمكانيات الاقتصادية الواعدة لمنتجات مثل العسل، الغذاء الملكي، حبوب اللقاح، البروبوليس، وسمّ النحل، مشددة على ضرورة تنويع الإنتاج لتأمين جدوى اقتصادية واستدامة في ظل المنافسة والأسواق المتغيرة.
🔹 إدارة المناحل الموسمية – تم التطرق إلى أسس الإدارة الذكية للمنحل بين فصلي الربيع والصيف، بما يشمل اختيار المراعي، إدارة الملكات، التغذية التحفيزية، ومراحل جني وفرز العسل، مع التشديد على أهمية التوثيق في سجل المنحل لضمان التطوير المستمر.
رؤية واضحة… ورسالة مستدامة
تشكل هذه الورشة الإرشادية المتخصصة خطوة متقدمة ضمن رؤية وزارة الزراعة لتطوير قدرات العاملين وتفعيل قنوات التواصل مع المزارعين، بهدف إرساء قطاع زراعي إنتاجي، تنافسي، ومستدام.
وأكد الوزير هاني في ختام الورشة أن الوزارة ستواصل هذا النهج التدريبي والتفاعلي في كل المحافظات، مشددًا على أهمية الشراكة الفاعلة بين الدولة والمجتمع الزراعي، ومؤكدًا أن "الزراعة لم تعد مجرد مورد اقتصادي، بل قضية وطنية، وأولوية تنموية في مسار التعافي الاقتصادي والبيئي والاجتماعي للبنان".
#الزراعة_نبض_الأرض_والحياة
#وزارة_الزراعة
#نزار_هاني
#الإرشاد_الزراعي
#الزراعة_البيئية
#تربية_النحل
#قطاع_زراعي_مستدام